السينما كوسيلة تعليمية
نموذج الفيلم التربوي القصير
« أمام مدرستي.. طريق.. »
بقلم: يوسف زينـــو
لاشك أن السينما حلت بشكل قوي منذ سنوات في المدرسة المغربية من خلال سلوكات المتعلمات والمتعلمين المكتسبة في المنزل عبر التلفزة، لتكون بذلك قد اقتحمت الفضاء الاجتماعي والثقافي وأصبحت ضرورة حتمية، خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يعرفه العالم.
لقد بات من الضروري البحث عن استهلاك إيجابي للمنتوجات الثقافية والسمعية البصرية، وتوظيفها بشكل يتماشى وحاجيات المتعلمات والمتعلمين المعرفية، من أجل ترسيخ القيم التربوية النبيلة وكذا تنمية حسهم الفني والإبداعي من أجل تعليم وتعلم غني، متنوع، وسليم.
وفي هذا الإطار قام نادي الفيديو والسينما بمجموعة مدارس بناصا بالمديرية الإقليمية سيدي قاسم،
-أكاديمية: الرباط سلا القنيطرة- بإنجاز فيلم تربوي قصير بعنوان: « أمام مدرستي..طريق.. » حول موضوع السلامة الطرقية أمام المدارس المغربية بالوسط القروي، والذي يعتبر من المواضيع والقضايا التي يجب الاهتمام بها لما قد تخلفه حوادث السير من خسائر بشرية ومادية جسيمة، بل إن الانخراط الفعلي والتعبئة الشاملة لكل القوى الفاعلة في المجتمع بما فيها الأطر التربوية ضرورة حتمية قصد التوعية والتحسيس بخطورة الأمر وبأهمية استعمال الوسائل والأدوات الحديثة في البرامج والمناهج الدراسية خاصة المرئية منها كالسينما التربوية.
الفيلم من إخراج يوسف زينــو، سيناريو عبد الإله زينو بطولة التلاميذ: أمين الرباطي، ابراهيم الكريشي، مروان الكيواني، وبمشاركة مجموعة من الأساتذة . تبين أحداثه بشكل واضح المعاناة اليومية التي يعيشها التلاميذ للتنقل عبر مسافات طويلة من مقر سكناهم إلى المدرسة والمخاطر الكثيرة والمتنوعة التي قد تعترض سبيلهم، حيث سيتعرض أحدهم لحادثة سير أمام المدرسة بسبب لامبالاتهم بمخاطر الطريق وكذا عدم توفر علامات المرور.
هذا الفيلم لقي استحسانا كبيرا بل أصبح وسيلة تربوية مهمة في خزانة المؤسسة، يمكن توظيفها في مجموعة من الدروس المقررة في مختلف المواد والتي تتوخى تنمية كفايات المتعلمين الحسية والإدراكية، واستثماره في ورشات تحسيسية متعلقة بالتربية الطرقية.
ويظل هذا النموذج من بين عدد كبير من الأعمال التي أنجزها العديد من الأساتذة المهتمين بالسينما التربوية على الصعيد الوطني، والدليل على ذلك المهرجانات التي تنظم بمدن مغربية مختلفة.
إن الربط بين السينما التي تتناول مواضيع تربوية متعلقة بالمقررات الدراسية، سيكون له مردود وتأثير مباشر وإيجابي في سلوكات المتعلمين خاصة القيم (الفنية، الوطنية، الأخلاقية…)، لذا ينبغي التوجه أكثر نحو هذا الاتجاه وذلك بأخذ مجموعة من التدابير المهمة، كربط المواد التعليمية بالمجال السينمائي، وتجهيز المؤسسات بالوسائل والأدوات السمعية البصرية، وتنظيم تكوينات خاصة بالأساتذة فيما يتعلق بما هو تقني وفني، وإحداث مرافق خاصة للاشتغال (استوديوهات..) ، بالإضافة إلى عقد شراكات مع جهات متخصصة في المجال..
لتصبح السينما وسيلة من الوسائل الديداكتيكية التي لا تقل أهمية عن الوسائل المألوفة كالسبورة والكتاب المدرسي.. بل يمكن القول أنها أصبحت والتربية مجالان متكاملان لتكوين مواطن صالح ومجتمع متوازن.