الفيديو التعليمي
بقلم: يوسف زينو
عرف العالم خلال العقود الأخيرة ثورة علمية وتكنولوجية ومعلوماتية كبيرة جدا، أثرت بشكل كبير في تغيير حياة الإنسان وتطور مؤسساته وتنوع أهدافه.. ما أدى إلى ضرورة تطوير وتنويع طرائق وأساليب التعليم والتعلم لتحقيق النتائج المتوخاة والغايات والأهداف المرجوة في أسرع وقت وبأقل جهد وتكلفة.. فأين تتجلى إذن أهمية الفيديو التعليمي كوسيلة من وسائل التعليم بالفصول الدراسية أو بالتعليم عن بعد؟ وكيف يتم إنجازه؟
إن استعمال الفيديو التعليمي له مزايا وفوائد في العملية التعليمية التعلمية، حيث يساهم بشكل كبير في إشباع الجانب الحسي للمتعلم وذلك بتوظيف الصورة والصوت اللذان يساعدان على إدراك المفاهيم والمعارف، كما تثير رغبة المتعلم في الاكتشاف وتجعله –إضافة إلى وسائل أخرى- يبني مفاهيم صحيحة وسليمة..
وكمثال على ذلك الأفلام التربوية الروائية والوثائقية التي تقدم صورة مقربة للعديد من الظواهر الاجتماعية والطبيعية أو الأحداث والوقائع التاريخية والتي قد تحمل مجموعة من القيم الفنية، الوطنية، والأخلاقية.. لفئات عمرية مختلفة من الجمهور المستهدف من المتعلمين بتقديم مادة تعليمية علمية تراعي أيضا الجوانب النفسية والتربوية، وذلك عن طريق تبسيط المعلومات والأفكار وتقديمها بطريقة مشوقة وجذابة وباستخدام الألوان والصور والمؤثرات الصوتية وتعليق واضح ومعبر.. مع عدم الإطناب في الشرح أو التوضيح بغية شد وإثارة انتباه المتلقي وكذا الحصول على منتوج سمعي بصري لاتتجاوز مدته 6 دقائق على الأكثر والذي سيؤثر لا محالة في سلوك المتعلم ويسهم في بناء شخصيته بشكل يجعله مواطنا قادرا على الإنتاج ومواجهة المواقف الحياتية ومواكبة التطور الذي يعرفه العالم
ويبقى للفيديو التعليمي مكانته كوسيلة تعليمية مهمة في العملية التربوية في زمن أصبحت تستهلك فيه الصورة بشكل خيالي أكثر من أي وقت مضى. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الفيديو التعليمي كان ولازال يستعمل في العديد من الحصص الدراسية عن طريق عرض أشرطة تحتوي على موضوعات لها علاقة مباشرة بالدرس ويتم توظيفها أثناء مرحلة التمهيد أو العرض أو المناقشة أو حتى في الاستنتاج أو التطبيق.. وغالبا ما كانت عبارة فيديوهات جاهزة يحصل عليها الأستاذ عبر شبكة الأنترنيت.. عدا بعض الاستثناءات والمحاولات التي يقوم بها البعض عند تسجيل فيديوهات وعرضها على التلاميذ (تصوير الصخور، الحيوانات، النباتات…) أو بعض الأشرطة المسجلة والتي لها علاقة بموضوع الدرس كطريقة الوضوء مثلا…
بات من الضروري إعطاء المسألة اهتماما أكبر لما لها من أهمية، وتماشيا أيضا مع التقنيات والطرق الحديثة في التعليم والتعلم وتبني مجموعة من الدول المتقدمة في نظامها التعليمي التعليم عن بعد الذي يرتكز على آليات متعددة من بينها الفيديو التعليمي، ولعل الفترة الراهنة التي يعيشها العالم عامة والمغرب خاصة في مواجهة جائحة – فيروس كرونا كوفيد 19- أصبح التعليم عن بعد خيارا لا مفر منه لفتح المجال أمام التلميذات والتلاميذ لمتابعة دروسهم عبر منصة تلميذ تيس TilmidTICE، التي أعدتها وزارة التربية الوطنية كفضاء تعليمي يضم عددا كبيرا من الفيديوهات التعليمية والتمارين التفاعلية التي تتيح الاستمرارية البيداغوجية إلى حين انتهاء حالة الطوارئ
لذا أصبحت الحاجة ماسة أكثر مما مضى لإنتاج فيديوهات تعليمية تتميز بالجودة من حيث الشكل والمضمون. وسوف نحاول فيما يلي تقديم المراحل والخطوات الأساسية وبعض التوجيهات المهمة لإنجاز فيديو تعليمي جيد
أولا : مرحلة التخطيط و الإعداد